أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

الأكراد في سوريا: المواطنة والهوية التاريخية

 الأكراد في سوريا: المواطنة والهوية التاريخية


الأكراد يُعتبرون إحدى المكونات العرقية التي تعيش في سوريا، لكن وضعهم التاريخي والسكاني يُثير جدلاً بشأن نسب تواجدهم القديم ومدى ارتباطهم بالأرض السورية. تدعي بعض الآراء أن الأكراد ليسوا من السكان الأصليين في سوريا، بل جاءوا كمهاجرين في فترات تاريخية متأخرة، ما يجعلهم مواطنين بالمواطنة لا بالأصالة، دون حق في المطالبة بأي جزء من الأرض السورية.






---


نسبة تواجد الأكراد في سوريا قديمًا


تشير الدراسات التاريخية إلى أن نسبة الأكراد في سوريا قبل القرن العشرين كانت محدودة للغاية.


1. العصور الوسطى:


الأكراد عاشوا بشكل رئيسي في المناطق الجبلية الواقعة بين تركيا وإيران والعراق، ولم يكن لهم وجود يُذكر في الداخل السوري.


بعض القبائل الكردية مرت عبر سوريا خلال حركات التنقل والهجرات الموسمية، لكنها لم تكن مستوطنة بشكل دائم.




2. الفترة العثمانية (1516-1918):


مع توسع الدولة العثمانية، نُقل بعض الأكراد إلى المناطق الشمالية من سوريا (مثل الحسكة والقامشلي) كجزء من سياسات إعادة التوطين العثمانية.


حتى نهاية الحكم العثماني، لم تتجاوز نسبة الأكراد

 في سوريا 2-3% من السكان، وفقًا للتقديرات التاريخية.




3. القرن العشرون:


في أعقاب انهيار الدولة العثمانية واتفاقية سايكس بيكو (1916)، شهدت سوريا هجرات كردية جديدة، خصوصًا خلال فترة الانتداب الفرنسي.


بعد ثورة الشيخ سعيد بيران الكردية في تركيا (1925)، لجأت مجموعات كردية كبيرة إلى سوريا واستقرت في المناطق الحدودية الشمالية.


بحلول منتصف القرن العشرين، ارتفعت نسبة الأكراد في سوريا إلى حوالي 8-10% نتيجة الهجرات والتزايد السكاني.






---


التوزيع الجغرافي للأكراد في سوريا


تاريخيًا، كان تمركز الأكراد في المناطق التالية:


1. الشمال الشرقي:


الحسكة والقامشلي، وهي مناطق شهدت موجات هجرة كردية كبيرة خلال القرن العشرين.




2. الشمال الغربي:


عفرين وبعض القرى المحيطة بها، لكن هذه المناطق كانت مأهولة أيضًا بالعرب والتركمان والسريان.




3. المناطق الحضرية:


مع الوقت، استقر بعض الأكراد في المدن الكبرى مثل حلب ودمشق، لكنهم ظلوا أقلية صغيرة مقارنة بالمكونات الأخرى.



---


الأكراد بين المواطنة والانتماء


وفقًا للرؤية التاريخية والجغرافية:


الأكراد في سوريا هم مهاجرون حديثون نسبيًا، مقارنة بالسكان الأصليين مثل العرب والسريان والآشوريين.


المواطنة السورية تُمنح للجميع على أسس قانونية، لكنها لا تعني أن لهم حقوقًا تاريخية في الأرض.


المناطق التي يطالب بها الأكراد اليوم (مثل الحسكة والقامشلي) كانت مأهولة بالعرب والسريان قبل أن تشهد موجات استيطان كردية.





نسبة الأكراد اليوم


حاليًا، تُقدّر نسبة الأكراد في سوريا بين 10-15% من السكان، وهي نسبة تعكس التزايد السكاني وموجات الهجرة التي حدثت في القرن العشرين. لكن هذه النسبة لا تمنحهم أي حق في المطالبة بأرض أو استقلالية، لأن سوريا دولة موحدة ذات سيادة، وكل المطالبات بالانفصال تُهدد وحدة البلاد وأمنها القومي.


خاتمة


الأكراد في سوريا هم مواطنون بالمواطنة لا بالأصالة التاريخية. يجب أن تُبنى العلاقة بين الأكراد وباقي المكونات السورية على أساس المواطنة المتساوية، دون السماح بأي مطالب تنال من وحدة الأراضي السورية. المطالبات الانفصالية أو الاعتراف بمناطق كردية كحق تاريخي يُعد خروجًا عن الحقائق التاريخية والجغرافية.














تعليقات